كيف اصلي صلاة الاستخارة
طريقة صلاة الاستخارة مع الدعاء
صلاة الاستخارة
الاستخارة مصدر الفعل استخار، وتعني لغةً: طلب الخير في الشيء،[١] أمَّا شرعاً: فهو طلب الاختيار، أي طلب صرف الهمة لما هو المختار والأولى عند الله، ويكون طلبها بالصلاة والدعاء الوارد في الاستخارة،[٢] وأجمع العلماء على أن صلاة الاستخارة سنة، واتفقت المذاهب الأربعة على أن صلاة الاستخارة تكون في الأمور التي لا يدري المسلم وجه الخير فيها، فلا يستخير المسلم في فعل ما ظهر له خيره مثل العبادات والطاعات، ولا يستخير في ترك ما ظهر له شره من المعاصي والمنكرات، فتكون الاستخارة في الأمور المباحة، أو عند تعارض المندوبات والطاعات أيها يُقدَّم على الأُخرى.
شرع الله -تعالى- على لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم- صلاة الاستخارة ودعائها؛ تعويضاً للمسلمين عمّا كان يفعله المشركون في الجاهلية من الاستقسام بالأزلام، وزجر الطير، وغير ذلك مما يُريد به المشركون معرفة ما قُسم لهم في الغيب من خيرٍ أو شر، فجاءت الشريعة الربانية بصلاة الاستخارة، ودعاء الاستخارة؛ لما فيهما من توحيدٍ، وافتقارٍ، وعبوديةٍ لله، وتوكّلٍ عليه، وسؤالٍ لمن بيده الخير كله، فلا يأتي بالحسنات إلا الله، ولا يدفع المصائب والسيئات إلا الله، فإذا فتح الله باب الخير والعطاء لأحدٍ فلا مُغلق له، وإذا أغلق الله باب رحمته عن أحدٍ فلا فاتح له.[٤]
ودعاء الاستخارة هو الطالع لأهل السعادة من المؤمنين، وفيه إقرار بربوبية الله سبحانه، وتفويض جميع الأمور إليه، والاعتراف بضعف العبد بمعرفة مصلحته في أموره، وأنها بيد الله تعالى، والمقصود بالاستخارة التوكل على الله في جميع الأمور، وتفويض تدبيرها إليه سبحانه، فهي استقسامٌ بعلم الله -سبحانه- وقدرته، ورضى المسلم فيما يختاره الله له، فلا يذوق طعم حلاوة الإيمان من لا يرضى بما قدّر الله له.[٤]
طريقة صلاة الاستخارة مع الدعاء
يدعو المسلم دعاء الاستخارة عندما يهمُّ بالأمر، أي عند أول إرادته وعزمه على فعله؛ ليظهر له ببركة الصلاة والدعاء ما هو الخير، بخلاف ما إن أخَّر الاستخارة حتى قويت عزيمته وإرادته على فعل الشيء، فتميل نفسه إليه؛ فيخفى عليه وجه الخير،[٥] وورد حديث الاستخارة عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ في الأُمُورِ كُلِّهَا، كما يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ، يقولُ: إذَا هَمَّ أحَدُكُمْ بالأمْرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِن غيرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي - أوْ قالَ عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ - فَاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لي فِيهِ، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي - أوْ قالَ في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ - فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أرْضِنِي قالَ: وَيُسَمِّي حَاجَتَه).[٦]
وقد ورد في كيفية الاستخارة ثلاث حالات، وهي كالآتي:[٣]
- يصلي المسلم ركعتين من غير الفريضة بنيَّة الاستخارة، ثم يدعو بعد الصلاة دعاء الاستخارة المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم، واتفق الأئمة الأربعة على هذه الصورة، وهي الأكمل في الاستخارة.
- قال الحنفية، والمالكية، والشافعية: إذا تعذر على المسلم الإتيان بصلاة الاستخارة والدعاء معاً؛ يجوز له أن يقتصر على الدعاء
- فقط من غير صلاة.
- ذهب المالكية والشافعية إلى جواز دعاء الاستخارة عَقِبَ كل صلاة، سواءٌ نوى الاستخارة قبل الصلاة أم لم ينوِ ذلك.
وقد ذهب الحنفية، والمالكية، والشافعية إلى أنه يُستحب أن يقرأ المُستخير في صلاة الاستخارة في الركعة الأولى بعد سورة الفاتحة سورة الكافرون، ويقرأ في الركعة الثانية بعد سورة الفاتحة سورة الإخلاص، واستحسن بعض السلف أن يقرأ المُستخير في الركعة الأولى بعد سورة الفاتحة من قوله تعالى: (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ)، إلى قوله: (وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)،[٧] ويقرأ في الركعة الثانية بعد سورة الفاتحة قوله تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّـهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا)،[٨] وقال الحنابلة وبعض الفقهاء: لا يوجد في صلاة الاستخارة قراءة معيَّنة.[٣]
واتفق الفقهاء من المذاهب الأربعة على أن علامة قبول الاستخارة انشراح الصدر، وانشراح الصدر يعني مَيل الإنسان وحُبّه للشيء من غير اتباعٍ لهوى النفس، وقال الزَّملكاني من الشافعية: لا يُشترط انشراح الصدر في الاستخارة، فإذا استخار المسلم الله -تعالى- في فعل شيءٍ، فليفعل ما بدا له، سواءٌ انشرح صدره أم لا، فإن في فعله الخير، وأمَّا علامة عدم القبول في الاستخارة، هو أن يُصرَف المسلم عن فعل الشيء، وعلامة الصَّرف عن الشيء أن لايبقى في قلبه تعلقٌ بالأمر.[٣]
الاستشارة
الاستشارة لغةً مشتقةٌ من الفعل شَوْرِ، وهي بمعنى: أخذ الرأي من الغير،[٩] أمَّا اصطلاحاً: فهي استنباط الإنسان الرأي من غيره فيما يعرض له من مشكلات الأمور، وتكون الاستشارة في الأمور التي يتردد فيها الإنسان بين فعلها وتركها،[١٠] وجمع المسلم بين الاستخارة والاستشارة من كمال الامتثال للسنة، فينبغي للمسلم ألا يقتصر على أحدهما، فإن كان مضطراً للاقتصار على أحدهما، فيقتصر على الاستخارة للحديث الوارد في فضلها، وقال بعض السلف: "من حق العاقل أن يضيف إلى رأيه آراء العلماء، ويجمع إلى عقله عقول الحكماء، فالرأي الفذُّ ربما زلَّ، والعقل الفردُ ربما ضلَّ"، وفي الجمع بين الاستخارة والاستشارة بركةٌ ظاهرة، ومن ترك الاستخارة والاستشارة يُخاف عليه التعب فيما يُريد؛ لدخوله في الأشياء بنفسه دون الامتثال للسنة.[١١]
اقرئ المزيد على الفيسبوك
صلاة الاستخارة
الاستخارة مصدر الفعل استخار، وتعني لغةً: طلب الخير في الشيء،[١] أمَّا شرعاً: فهو طلب الاختيار، أي طلب صرف الهمة لما هو المختار والأولى عند الله، ويكون طلبها بالصلاة والدعاء الوارد في الاستخارة،[٢] وأجمع العلماء على أن صلاة الاستخارة سنة، واتفقت المذاهب الأربعة على أن صلاة الاستخارة تكون في الأمور التي لا يدري المسلم وجه الخير فيها، فلا يستخير المسلم في فعل ما ظهر له خيره مثل العبادات والطاعات، ولا يستخير في ترك ما ظهر له شره من المعاصي والمنكرات، فتكون الاستخارة في الأمور المباحة، أو عند تعارض المندوبات والطاعات أيها يُقدَّم على الأُخرى.شرع الله -تعالى- على لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم- صلاة الاستخارة ودعائها؛ تعويضاً للمسلمين عمّا كان يفعله المشركون في الجاهلية من الاستقسام بالأزلام، وزجر الطير، وغير ذلك مما يُريد به المشركون معرفة ما قُسم لهم في الغيب من خيرٍ أو شر، فجاءت الشريعة الربانية بصلاة الاستخارة، ودعاء الاستخارة؛ لما فيهما من توحيدٍ، وافتقارٍ، وعبوديةٍ لله، وتوكّلٍ عليه، وسؤالٍ لمن بيده الخير كله، فلا يأتي بالحسنات إلا الله، ولا يدفع المصائب والسيئات إلا الله، فإذا فتح الله باب الخير والعطاء لأحدٍ فلا مُغلق له، وإذا أغلق الله باب رحمته عن أحدٍ فلا فاتح له.[٤]
ودعاء الاستخارة هو الطالع لأهل السعادة من المؤمنين، وفيه إقرار بربوبية الله سبحانه، وتفويض جميع الأمور إليه، والاعتراف بضعف العبد بمعرفة مصلحته في أموره، وأنها بيد الله تعالى، والمقصود بالاستخارة التوكل على الله في جميع الأمور، وتفويض تدبيرها إليه سبحانه، فهي استقسامٌ بعلم الله -سبحانه- وقدرته، ورضى المسلم فيما يختاره الله له، فلا يذوق طعم حلاوة الإيمان من لا يرضى بما قدّر الله له.[٤]
طريقة صلاة الاستخارة مع الدعاء
يدعو المسلم دعاء الاستخارة عندما يهمُّ بالأمر، أي عند أول إرادته وعزمه على فعله؛ ليظهر له ببركة الصلاة والدعاء ما هو الخير، بخلاف ما إن أخَّر الاستخارة حتى قويت عزيمته وإرادته على فعل الشيء، فتميل نفسه إليه؛ فيخفى عليه وجه الخير،[٥] وورد حديث الاستخارة عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ في الأُمُورِ كُلِّهَا، كما يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ، يقولُ: إذَا هَمَّ أحَدُكُمْ بالأمْرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِن غيرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي - أوْ قالَ عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ - فَاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لي فِيهِ، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي - أوْ قالَ في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ - فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أرْضِنِي قالَ: وَيُسَمِّي حَاجَتَه).[٦]
وقد ورد في كيفية الاستخارة ثلاث حالات، وهي كالآتي:[٣]
- يصلي المسلم ركعتين من غير الفريضة بنيَّة الاستخارة، ثم يدعو بعد الصلاة دعاء الاستخارة المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم، واتفق الأئمة الأربعة على هذه الصورة، وهي الأكمل في الاستخارة.
- قال الحنفية، والمالكية، والشافعية: إذا تعذر على المسلم الإتيان بصلاة الاستخارة والدعاء معاً؛ يجوز له أن يقتصر على الدعاء
- فقط من غير صلاة.
- ذهب المالكية والشافعية إلى جواز دعاء الاستخارة عَقِبَ كل صلاة، سواءٌ نوى الاستخارة قبل الصلاة أم لم ينوِ ذلك.
واتفق الفقهاء من المذاهب الأربعة على أن علامة قبول الاستخارة انشراح الصدر، وانشراح الصدر يعني مَيل الإنسان وحُبّه للشيء من غير اتباعٍ لهوى النفس، وقال الزَّملكاني من الشافعية: لا يُشترط انشراح الصدر في الاستخارة، فإذا استخار المسلم الله -تعالى- في فعل شيءٍ، فليفعل ما بدا له، سواءٌ انشرح صدره أم لا، فإن في فعله الخير، وأمَّا علامة عدم القبول في الاستخارة، هو أن يُصرَف المسلم عن فعل الشيء، وعلامة الصَّرف عن الشيء أن لايبقى في قلبه تعلقٌ بالأمر.[٣]
الاستشارة
الاستشارة لغةً مشتقةٌ من الفعل شَوْرِ، وهي بمعنى: أخذ الرأي من الغير،[٩] أمَّا اصطلاحاً: فهي استنباط الإنسان الرأي من غيره فيما يعرض له من مشكلات الأمور، وتكون الاستشارة في الأمور التي يتردد فيها الإنسان بين فعلها وتركها،[١٠] وجمع المسلم بين الاستخارة والاستشارة من كمال الامتثال للسنة، فينبغي للمسلم ألا يقتصر على أحدهما، فإن كان مضطراً للاقتصار على أحدهما، فيقتصر على الاستخارة للحديث الوارد في فضلها، وقال بعض السلف: "من حق العاقل أن يضيف إلى رأيه آراء العلماء، ويجمع إلى عقله عقول الحكماء، فالرأي الفذُّ ربما زلَّ، والعقل الفردُ ربما ضلَّ"، وفي الجمع بين الاستخارة والاستشارة بركةٌ ظاهرة، ومن ترك الاستخارة والاستشارة يُخاف عليه التعب فيما يُريد؛ لدخوله في الأشياء بنفسه دون الامتثال للسنة.[١١]
اقرئ المزيد على الفيسبوك
تعليقات
إرسال تعليق